سنة الله في الكون ولن تجد لسنة الله تحويلا
مع بداية فجر كل يوم مع كل شروق ..
تتسلل خيوط الشمس الحمراء بهدوء لتلقي
على الكون أشعتها المفعمة بالخيروالحياة والأمل والتفاؤل...
معلنة حياة جديدة يشهد الكون ولادتها
ثم تبدأ في الاشتداد والتوهج مبددة كل ظلام داعية للحب والسلام
وتبقى في توهجها وقوة أشعتها..
تعطي عطاء المحب وتبتسم ابتسامة الصفاء ..
لا تتوقف ولا تتذمر ..
تعرف أنّ ماتقوم به هو واجبها.. وأنها تنفذ أمر خالقها ..
قد تغطيها بعض الغيوم .. وبعض ذرات التراب..
لكن ذلك لا يمنعها من أنْ تتجاوز ذلك كله وتلقي بصفائها على الكون
وتبتسم فتزيد الوجود إشراقا ..
متجاهلة كل مايحاول تكدير صفوها وضيائها
تسعى جاهدة لإسعاد الغير
حتى إذا ما انتصف النهار.. تبدأ بالميل للجانب الآخر..
وتتسلل نحو انتهاء اليوم وتعود من حيث جاءت..
وتودعنا بتلك الخيوط الحمراء التي أشرقت بها علينا..
إنها لحظة الغروب.. تغيب عن ناظرينا دون أن نستطيع منعها ..
..كنتُ على شاطيء البحر ذات يوم.. أراقب ذلك الغروب..
وكثيرا ما راقبت الشروق...
انتفض قلبي.. في لحظات الغروب
عم الظلام .. رحلتْ بعد أن كان ضوءها ودفئها يملأ المكان..
أين هي الآن..؟ لم تعد بيننا.. هي الآن في عالم آخر.. لا نراه ولا نسمعه..
::
::
أتعلمون ... ماذا كان ذلك ..؟
كانت حياتنا منذ ولادتنا نتسلل إلى الحياة
كخيوط الشمس الحمراء.. تلك طفولتنا_ ثم يشتد الضوء_ وذلك شبابنا_ ثم تغرب الشمس
وتلك نهاية أعمارنا_
وكأنّ حياتنا كلها مرت بين لحظة شروق وغروب
::
::
فأين قضينا تلك اللحظة... ؟
::
::
مع كل شروق تولد حياة شخص وبكل غروب تنتهي حياة شخص..
حتى تنتهي الدنيا كلها ..
تأملوها إنها حياة قصيرة.. فأين نقضيها.؟
::
::
الحسد والحقد والهجر وعدم التسامح والتنافس الدنيوي والاستسلام للأحزان..
غيوم ومعوقات تحاول تكدير صفو حياتنا ومعوقات تضييع عليناتلك اللحظات..
::
::
لمَ لا نكون كصفحات الشمس المشرقة نقوم بأعمالنا الدينية والدنيوية
بصفاء نفس وروح سامية نحو الآخرة تسيرنا أوامر الله.. فنقوم بواجباتنا
ونتعهد أنفسنا نحاسب أنفسنا.. ونحسن العمل..
ونتذكر من سبقنا ومضى عنا
فندعو الله لهم. وندعو أن تكون الجنة الملتقى.
دعاء وعمل..والله لا يضيع أجر من أحسن عملا..
لنشرق بذكر الله ونتوهج بطاعته
ويكون غروبنا شوقا للحياه